توماس إديسون | معلومات عن مخترع المصباح الكهربائي توماس إديسون
مولده ونشأته وحياته
ولد إديسون في الحادي عشر من فبراير عام ألف وثمانمائة وسبعة وأربعين ( ١١ من فبراير عام ١٨٤٧م ) في مدينة ميلان بولاية أوهايو الأمريكية، قضى أيام طفولته الأولى في مدينة بورت هورون الواقعة في ولاية ميشيغان، وهو في الأصل ينحدر من أصول هولندية.
وقد وصفه معلمه ذات يوم أثناء تلقيه التعليم المدرسي بالفاسد ؛ ذلك لأنه كان شريد الذهن ويعاني من ضعف التركيز مقارنة بزملائه وأقرانه؛ ونتيجة لذلك توقف إديسون عن الدراسة وترك المدرسة، ليتلقى تعليمه بعد ذلك في منزله البسيط، وقد كانت أمه هي المشرفة على تعليمه، وقد كان إديسون يعتمد بشكل كبير على قراءة كتب باركر العلمية التي ساعدته كثيراً في تعليمه.
في عام ١٨٥٤م انتقل إديسون هو وعائلته إلى مدينة بورت هورون بولاية ميشيغان؛ وذلك بسبب ظروف المعيشة السيئة، عمل هناك بائعاً للحلوى والخضار، كما عمل أيضاً بائعاً للصحف في القطارات لتحسين مستوى معيشته.
زوجة إديسون الأولى
في الخامس والعشرين من ديسمبر عام ١٨٧١م تزوج إديسون من فتاة تسمى ماري ستلويل البالغة من العمر ١٦ عاماً والتي تعمل موظفة في أحد المحلات التجارية، كما أنجب منها ثلاث أبناء وهم:
- ماريون إستل إديسون ( ١٨٧٣م - ١٩٦٥م )
- توماس ألفا إديسون الابن ( ١٨٧٦م - ١٩٣٥م )
- ويليام ليزلي إديسون ( ١٨٧٨م - ١٩٣٧م )
في التاسع من أغسطس عام ١٨٨٤م توفيت ماري إديسون عن عمر يناهز ٢٩ عاماً.
زوجة إديسون الثانية
في الرابع والعشرين من فبراير عام ١٨٨٦م تزوج إديسون للمرة الثانية من فتاة تبلغ من العمر ٢٠ عاماً تسمى مينا ميلر المولودة في مدينة أكرون بولاية أوهايو الأمريكية ، وهي ابنة المخترع لويس ميلر مؤسس معهد " Chautauqua Institution " ، وقد أنجب إديسون منها ثلاثة أبناء وهم:
- مادلين إديسون ( ١٨٨٨م - ١٩٧٩م )
- تشارلز إديسون ( ١٨٩٠م - ١٩٦٩م )
- ثيودور إديسون ( ١٨٩٨م - ١٩٩٢م )
في الرابع والعشرين من أغسطس عام ١٩٤٧م توفيت مينا إديسون عن عمر يناهز ٨١ عاماً.
أهم إنجازات إديسون
الفونوغراف
في عام ١٨٧٧م اخترع إديسون الفونوغراف، وقد أحدث هذا الاختراع شهرة كبيرة لإديسون وأصبح معروفاً لدى عامة الناس؛ بسبب صعوبة هذا الاختراع ونتيجة لذلك؛ أصبح إديسون يعرف باسم " ساحر مينلو بارك. "
كان أول تسجيل للفونوغراف على أسطوانة مصنوعة من مادة القصدير، لكن كان فيه بعض العيوب مثل التسجيل لمرات قليلة فقط، بالإضافة إلى أن جودة الصوت لديه كانت رديئة، لكن فيما بعد تم إصلاح هذه العيوب والتطوير من أدائها على يد ألكسندر غراهام بيل، وتشارلز سومنر تاينر، وتشيتشيستر بيل، حيث إنهم قاموا بتصميم نموذج جديد للفونوغراف، وذلك عن طريق استخدام أسطوانات الكرتون المغلفة بالشمع، مما دفع إديسون إلى محاولة اختراع فونوغراف كامل.
التلغراف
من ضمن إنجازات إديسون المهمة هو اختراعه للتلغراف، والذي يعد من أكبر المشاريع المالية المربحة لإديسون، حيث إنه قام بعرضه للبيع بمبلغ مالي يتراوح من ٤٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ دولار أمريكي، لكنه ظن أنه تسرع في اتخاذه لهذه الخطوة فطلب من ويسترن يونيون تقديم سعر مناسب لهذا الاختراع فعرضوا عليه سعراً بلغ قدره ١٠٠٠٠ دولار أمريكي فقبل إديسون هذا العرض بسرور ونتيجة لذلك؛ تمكن إديسون من جني الكثير من الأموال جراء بيعه الوفير، وبهذه الأموال تمكن إديسون من إنشاء أول مختبر للبحوث الصناعية في مدينة مينلو بارك بولاية نيو جيرسي.
جهاز الإرسال الكربوني للهاتف
في عام ١٨٧٨م تمكن إديسون من اختراع جهاز الإرسال الكربوني للهاتف ( الميكروفون الكربوني ) والذي يستخدم في جميع الهواتف المقترنة بجهاز الاستقبال بيل، وقد استمر هذا حتى الثمانينيات من القرن العشرين.
الضوء الكهربائي
من الجدير بالذكر أن إديسون لم يكن أول من شرع في اختراع الضوء المتوهج بل سبقه إلى ذلك الكثير من العلماء والمخترعين الذين أسهموا في تطوير مجال الكهرباء والإضاءة، حيث قبل اختراع توماس إديسون للمصباح المتوهج كان العلماء قبله بحوالي ثمانين عاماً يفكرون في تطوير الإضاءة وتوليد الطاقة الكهربائية، ومن أبرز هؤلاء العلماء:
العالم الإيطالي أليساندرو فولتا، والعالمين الإنجليزيين : همري ديفي، وجوزيف سوان الذين اعتبرهم إديسون منافسين له إلا أنه تمكن من التفوق عليهما باختراعه أول مصباح كهربائي متوهج صالح للاستخدام والإضاءة عملياً وفعلياً؛ ونتيجة لذلك تغيرت نظرة الناس لإديسون فقد اعتبروه مخترع المصباح الكهربائي والطرف الرئيسي في تطوير البنية التحتية اللازمة للطاقة الكهربائية.
تمكن إديسون من اختراع أول ضوء متوهج، وتم تسجيل هذه التجربة في ٢٢ من أكتوبر عام ١٨٧٩م، استخدم إديسون في تجاربه أسلاك مصنوعة من مادة الكربون، وذلك بعد إجرائه للعديد من التجارب المختلفة باستخدام أسلاك مصنوعة من البلاتين وبعض المعادن الأخرى، وقد استمرت إضاءة الضوء المتوهج المصنوع من الكربون لمدة ١٣,٥ ساعة، لم يقف إديسون عند هذا الحد بل استمر في تطوير هذه التجربة للحصول على نتائج أفضل، وفي الرابع من نوفمبر عام ١٨٧٩م قام بتقديم طلب للحصول على براءة اختراع للمصباح المتوهج، وفي السابع والعشرين من يناير عام ١٨٨٠م تم منح إديسون براءة الاختراع.
توزيع الطاقة الكهربائية
يعد نظام توزيع الطاقة الكهربائية من أهم العوامل التي ساعدت إديسون في اختراع المصباح المتوهج، وقد حصل على براءة اختراع لهذا النظام عام ١٨٨٠م، وكانت ثمرة هذا الاختراع هو قيام إديسون بإنشاء شركة للإضاءة سميت باسمه عام ١٨٨٠م، وفي عام ١٨٨٢م قامت شركة إديسون للإضاءة بإنشاء محطة طاقة كهربائية، وفي نفس السنة قام إديسون بتشغيلها.
المنظار
هو جهاز كهربائي وظيفته أخذ الصور للأجسام، وذلك عن طريق استخدام الأشعة السينية، وقد تمكن إديسون من اختراع وتصميم أول منظار متاح تجارياً؛ حيث إنه توصل إلى أن شاشات منظار تنغستات الكالسيوم تخرج صوراً أوضح من تلك التي تخرجها شاشات سيانيد بلاتين الباريوم، وبالرغم من أن مدة اختراع إديسون للمنظار تعتبر طويلة إلى وقتنا الحالي إلا أنه ما زال مستخدماً حتى اليوم.
بالرغم من أن إديسون كان يستخدم الأشعة السينية في المنظار إلا أنه كان يخاف منها، ولم يكن هذا من قبيل الصدفة بل بسبب حادثة تعرض لها مساعده كلارنس دالي الذي اختار أن يجعل نفسه كبش فداء لتجربة المنظار، وكانت النتيجة أنه توفي جراء تعرضه لجرعة سامة من إشعاع المنظار.
والدة إديسون وصناعة المخترع العبقري
كانت والدة إديسون هي الدافع لاختراع المصباح الكهربائي؛ حيث إنها ذات مرة كانت مريضة، وقد أشار عليها الطبيب بأن يجري لها عملية جراحية ضرورية، ولكن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية لها؛ وذلك لعدم توفر الضوء في ذلك الوقت، مما دفع الطبيب إلى تأجيل العملية حتى حلول النور في الصباح، وبسبب هذه المشكلة خطر ببال إديسون كيفية صنع ضوء قوي ومبهر في الليل والظلام، وفي سبيل الوصول لهذا الضوء قام بالعديد من المحاولات وأجرى الكثير من التجارب، حتى وصل عدد التجارب الفاشلة إلى ٩٠٠ تجربة، وقد سجل عنه أنه قال (هذا عظيم، فقد اتضح بأن هذه أيضاً وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به)، مما يدل على أن إديسون كان طموحاً قوي العزيمة والإرادة ولا يعرف اليأس والإحباط، وقد جنى إديسون ثمار هذا التعب ففي عام ١٨٨٧م تمكن من صنع المصباح الكهربائي، وقد ذكر إديسون بأنه يوجد حوالي عشرة آلاف طريقة لاختراعه.
ومن الجدير بالذكر هنا هو دور والدة إديسون المؤثر؛ حيث إنها كانت سبباً رئيسياً لدفع إديسون، ليس فقط لاختراع المصباح الكهربائي وإنما لكثير من الاختراعات والاكتشافات، وقد ذكر إديسون فيما بعد : " والدتي هي من صنعتني، لقد كانت واثقة بي، حينها شعرت بأن لحياتي هدف وشخص لا يمكنني خذلانه " ، فلطالما أثنى عليها ولدها المخترع وقال عنها بأنها تثق به وتحترمه وتقدره، ونتيجة لهذا الحب والتشجيع والاهتمام من والدته قرر ألا يخذلها، فاجتهد وثابر حتى اخترع المصباح الكهربائي والعديد من الاختراعات والإنجازات الأخرى والتي ما زالت محفورة باسمه.
جوائز إديسون
- ميدالية ماتيوتشي ( ١٨٨٧م )
- وسام جون سكوت ( ١٨٨٩م )
- وسام ألبرت ( ١٨٩٢م )
- وسام إدوارد لونغستريث ( ١٨٩٩م )
- وسام جون فريتز ( ١٩٠٨م )
- وسام فرانكلين ( ١٩١٥م )
- ميدالية البحرية للخدمة المميزة ( ١٩٢٠م )
- عضوية في الأكاديمية الوطنية للعلوم ( ١٩٢٧م )
- ميدالية الكونغرس الذهبية ( ١٩٢٨م )
- جائزة غرامي للأمناء ( ١٩٧٧م )
- عضوية قاعة شرف نيوجيرسي ( ٢٠٠٨م )
- جائزة غرامي التقنية ( ٢٠١٠م )
وفاته
توفي المخترع توماس إديسون في الثامن عشر من أكتوبر عام ١٩٣١م نتيجة إصابته بمضاعفات مرض السكري، وتم دفنه خلف منزله الذي اشتراه في ويست أورنج في نيو جيرسي.