الحضارة والتاريخ | نبذة سريعة عن الحضارة والتاريخ
مقدمة
لقد خلق الله البشر شعوباً وقبائل ليتعارفوا ويتواصلوا ويستفيدوا من بعضهم منذ القدم ، ونتيجة لذلك نشأت الحضارات الإنسانية وتبادلت فيها الشعوب تراثها الحضاري من خلال عمليات الأخذ والعطاء والتأثير والتأثر ، فتمايزت هذه الحضارات عن بعضها البعض في هويتها الثقافية وخصوصياتها العقائدية ، فهي سلسلة متصلة الحلقات من تيار حضاري عام متدفق ، بدأت بحضارات الشرق القديم ، ثم أخذت تنتقل من منطقة لأخرى حتى استقرت في الغرب.
انتقال الحضارات
بدأت الحضارات العظمى في بلاد الشرق قديماً ، وبالتحديد في :
مصر ( الحضارة المصرية القديمة )
العراق أو بلاد ما بين النهرين ( حضارة بلاد الرافدين )
بلاد فارس ( الحضارة الفارسية )
وجميع هذه الحضارات هي حضارات شرقية.
لم تلبث الحضارة إلى أن انتقلت إلى بلاد اليونان والرومان في الغرب ( أوروبا ) ، ثم غادرت الغرب لقرون عديدة تقترب من ألف عام لتستقر في مكانها في الشرق على يد العرب المسلمين الذين أقاموا الحضارة الإسلامية.
انتقلت الحضارة مرة أخرى إلى الغرب ، فكانت الحضارة الغربية الحديثة.
مفهوم الحضارة
هي ثمرة أي مجهود يقوم به الإنسان ، نتيجة تفاعله مع البيئة لتحسين ظروف حياته على وجه الأرض مادياً أو معنوياً ، ولتعمير الكون الذي يعيش فيه.
يقول المؤرخ الشهير " ول ديورانت " عن الحضارة :
《 إن الحضارة نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي ، وهي تبدأ حيث ينتهي الاضطراب والقلق ، لأنه إذا ما أمن الإنسان من الخوف ، تحررت في نفسه دوافع التطلع ، وعوامل الإبداع والإنشاء ، وبعدئذ لا تنفك الحوافز الطبيعية تستنهضه للمضي في طريقه إلى فهم الحياة وازدهارها 》
مفهوم التاريخ
التاريخ علم يتناول النشاط الإنساني في كافة الأزمنة المختلفة لفهم الحاضر والتنبؤ بالمستقبل.
أقوال ابن خلدون عن التاريخ
قال ابن خلدون عن علم التاريخ :
《 علم التاريخ من العلوم التي تتناولها الأمم والأجيال ، وهو في ظاهره لا يزيد على أخبار عن الأيام والدول من القرون الأولى ، تنمو فيها الأقوال وتضرب فيها الأمثال على الخليقة ، كيف تقلبت بهم الأحوال ، وفي باطنه تحقيق وتعليل للكائنات ، وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها 》
كما ذكر عن ابن خلدون أيضاً أنه قال :
《 من وعى التاريخ في صدره أضاف أعماراً إلى عمره 》
ومن أقوال الإمام أبي حنيفة النعمان عن التاريخ :
《 من قرأ التاريخ زاد عقله 》
أهمية دراسة علم التاريخ
١ - استخلاص العبر من تاريخ الأمم السابقة.
٢ - إبراز القدوة الصالحة من الشخصيات التاريخية ، والتي تركت بصمات واضحة على شعوبها ليقتدي الإنسان بها.
٣ - تنمية الشعور بالمسئولية في المحافظة على المكاسب التي حققها المجتمع ، والمضي بها قدماً للأمام والمساهمة في حل مشكلاته.
٤ - التقليل من حدة التعصب ؛ حيث إنه يبين أن العالم لم يقم على حضارة واحدة أو عنصر واحد أو لغة واحدة ، فلكل أمة نصيبها ودورها في ذلك الميدان لا ينكره التاريخ.
العصور التاريخية
تبدأ العصور التاريخية منذ اختراع الإنسان الكتابة واستعمالها في تدوين الأحداث وغيرها من مظاهر الحياة المختلفة لدى الشعوب القديمة ، وحتى وقتنا الحاضر.
وقد قسم المؤرخون العصور التاريخية إلى عدة عصور ، لكل عصر سماته وملامحه ، وهي كالتالي :
العصور القديمة
تبدأ منذ أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد حتى سقوط الإمبراطورية الرومانية عام ( 476 م ) ، وقد تميزت هذه العصور بقيام بعض الحضارات الكبرى في الشرق القديم وحوض البحر المتوسط مثل : الحضارة المصرية القديمة ، وحضارة بلاد العراق القديم ، وفينيقيا ، وبلاد فارس ، كما تميزت هذه العصور باكتشاف الإنسان للزراعة التي ساعدت على استقراره ومعرفته للكتابة ، بالإضافة إلى بناء المقابر والمعابد.
العصور الوسطى
تبدأ من سنة 476 م حتى سنة 1453 م ، وهو تاريخ فتح القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية على يد القائد العثماني محمد الفاتح ، وقد تميزت هذه العصور بالعديد من الملامح منها :
انتشار المسيحية وسيطرة الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا على شتى مناحي الحياة.
قيام نظام الإقطاع في أوروبا وسيطرة الجهل والتخلف عليها.
ظهور الإسلام في القرن السابع الميلادي وانتشار الفتوحات الإسلامية في أماكن كثيرة من العالم.
ازدهار الحضارة العربية الإسلامية واتساع رقعة الإسلام من الصين شرقاً حتى الأندلس غرباً.
العصور الحديثة
تبدأ منذ الفتح العثماني للقسطنطينية عام 1453م حتى بداية القرن التاسع عشر ، وقد تميزت هذه العصور بعدة ملامح منها :
- قيام حركة الكشوف الجغرافية
- قيام الثورة الصناعية
- ظهور النهضة الأوروبية الحديثة
- ظهور حركة الاستعمار الأوروبي
التاريخ المعاصر
يبدأ من القرن التاسع عشر وحتى النصف الأول من القرن العشرين ، وقد تميز بالعديد من الملامح منها :
- ظهور حركات التحرر والاستقلال من الاستعمار.
- قيام الثورة المعلوماتية والتكنولوجية والاختراعات العلمية المتنوعة.
- هبوط الإنسان على سطح القمر وكواكب أخرى.
- قيام الحروب العالمية المدمرة للبشرية.
- تفشي الأمراض الخطيرة.
- تلوث البيئة.