مصادر دراسة الحضارات بإيجاز بسيط
مقدمة
في هذه المقالة سنتعرف على مصادر دراسة الحضارات القديمة، والتي بدونها يصعب التوصل إلى الحقائق التاريخية ودراستها، والتي تتفاوت أهميتها تبعاً لنوع المصدر ومضمونه ، فهناك مصادر أولية ومراجع، وهي كالتالي:
- الآثار
- النقوش
- البرديات
- الأوستراكا
- النقود والمسكوكات
- الأساطير
- كتابات الفلاسفة
- كتابات الشعراء
- كتابات المؤرخين القدماء
والآن سنتناول كل شيء منها بالتفصيل
أولاً - المصادر الأولية
هي كل ما كتب أو نقش وينتمي لزمن وقوع الحدث وتشمل عدة أنواع منها :١ - الآثار
تعد المصدر الأساسي لدراسة الحضارات، وتشمل جميع أنواع البقايا الأثرية القائمة مثل الأهرامات والمعابد والآثار والتي يتم العثور عليها واكتشافها أثناء الحفر من حين لآخر في المناطق الأثرية مثل التماثيل والتمائم والمومياوات.٢ - النقوش
هي إحدى المصادر الأولية لدراسة الحضارات، وتشمل كل الرسوم والكتابات المدونة على مواد صلبة کالحجر أو الرخام أو المعادن، خاصة البرونز أو الخشب أو الصلصال ، وتنقسم إلى نوعين هما:- نقوش غائرة
- نقوش بارزة
نقوش غائرة مثل حجر بالرمو، وهو عبارة عن لوحة كبيرة من حجر الديوريت الأسود ، يبلغ طولها حوالي مترين ، وارتفاعها حوالي 70 سم، عثر عليه في منف، وقد دونت عليه أسماء جميع من حكموا مصر منذ ما قبل الأسرات، وحتى ثالث ملوك الأسرة الخامسة، وكذلك أهم الأحداث، سواءاً الحروب أو
إقامة المعابد أو الأعياد الدينية أو إقامة التماثيل الكبيرة ذات الأهمية الخاصة.
نقوش بارزة مثل صلاية الملك نعرمر(مینا)، وهي عبارة عن لوحة من حجر الشيست الأخضر، وبها رسومات بارزة من الأمام والخلف، حيث تصور الملك نعرمر وهو يضرب الأعداء ومناظر للجنود والأشكال الزخرفية والرمزية، الأسرة الأولى ۳۲۰۰ ق.م.
٣ - البرديات
هي المادة الوثائقية المكتوبة على لفائف من الورق المصنوع من نبات البردي ، وتعد مصدراً خصباً للكثير من جوانب الحضارة المختلفة وكانت مصر هي المصدر الوحيد لورق البردي التي كانت تصدره للشعوب الأخرى.نموذج لبردية طبية من الحضارة المصرية القديمة
في مجال الطب《 بردية إيبرس الطبية 》
تعد بردية إيبرس أقدم مخطوطة علمية محفوظة قدمتها الحضارة المصرية القديمة، وتعد مرجعاً مهماً للأمراض الباطنية، والعيون، والجلد، والأطراف والنساء، وبعض الجراحات، كما تتضمن أيضاً بعض المصطلحات الخاصة بالتشريح الفسيولوجي والعلاج.
٤ - الأوستراكا
هی کسرات الفخار والأحجار المكتوب عليها، وتسمى (شقفه) وكانت لسهولة الحصول عليها تستخدم في مختلف أشكال الحياة اليومية کالإيصالات وتحرير الخطابات والتدريب على الكتابة وغيرها ، حيث وجدت الطبقة المتوسطة، وكذلك الطبقة الفقيرة ضالتها فيكسرات الفخار کمادة متوفرة وغير مكلفة للكتابة، نظراً لارتفاع أسعار ورق البردی.
٥ - النقود والمسكوكات
هی قطع معدنية تحمل ختماً من السلطة العامة لضمان وزنها ودرجة نقائها، وتعد أحد مصادر دراسة الحضارات باعتبارها مادة مؤرخة يمكن من خلالها تحديد العصور التاريخية والحالة الاقتصادية والأحداث السياسية وصور الملوك والحكام في تلك الفترة ولم تعرف بهذا المفهوم في العصر الفرعوني.ومن الجدير بالذكر أن أهل ليديا في آسيا الصغری هم أول من سك العملة بصفة رسمية في عهد الملك «كرويسوس» 546:560 ق.م وكانت من الذهب الخالص والفضة الخالصة وكلها متماثلة في الحجم متحدة في الخاتم الموجود عليها .
٦ - كتابات المؤرخين القدماء
ومنهم :هيرودوت الذي زار مصر، وكتب عنها في كتابه «تمحيص الأخبار» وينقسم إلى تسعة أجزاء ، وخصص الجزء الثاني منه لمصر ؛ حيث تحدث فيه عن جغرافيتها ومدنها، والأحداث التاريخية التي مرت بها، وأعمال ملوكها ومظاهر حضارتها.
مانیتون السمنودي الذي يعد أول مؤرخ مصری قدیم حاول كتابة تاریخ مصر.
وتتمثل أهمية المصادر الأولية فيما یلی :
تعد من إنتاج الإنسان، نتيجة لتفاعله مع البيئة.
أقرب المصادر إلى الدقة في تناولها للأحداث التاريخية.
بدونها لايستطيع الإنسان معرفة الأحداث التاريخية
واستردادها.
ثانيا - المراجع
هي المؤلفات التي كتبت بعد مرور سنوات عديدة من وقوع الحدث واعتمد في كتابتها على المصادر الأولية، وتشمل كتابات المتخصصين والباحثين الذين لم يعاصروا الأحداث التاريخية والمعتمدة على المصادر الأصلية كالمؤلفات والبحوث والمقالات العلمية.١ - كتابات الفلاسفة : ومنهم سقراط وأرسطو وأفلاطون.
٢ - كتابات الشعراء : ومنهم هوميروس الشاعر الإغريقي صاحب الإلياذة والأوديسيا، والتي تعد مصدراً تاريخياً نستقي منه المعلومات السياسية والاقتصادية والحضارية لبلاد الإغريق القديمة.
٣ - الأساطير : وتمثل الأساطیر جزءاً من التراث الشعبي، وتعد مصدراً أدبياً يعكس كثيراً من صور
الحياة الاجتماعية والسياسية، مثل قصة الطوفان في بلاد العراق القديم وقصة إيزيس وأوزوريس في مصر القديمة.