recent
أخبار ساخنة

تابع الحياة الثقافية والفكرية في الحضارة المصرية القديمة

الخيمة العلمية
الصفحة الرئيسية
تابع الحياة الثقافية والفكرية في الحضارة المصرية القديمة



تابع الحياة الثقافية والفكرية في الحضارة المصرية القديمة



مقدمة

وهب الله سبحانه وتعالى مصر إمكانات طبيعية وطاقات بشرية مبدعة، كان لها أثر كبير في تقدمها الحضاري في المجال الثقافي والفكري، وفجرت طاقاتها فنبغ أبناءها في العلوم المختلفة، وأبدعوا في الفنون والعمارة وأذهلوا العالم بما قدموه من عطاء فكري وأدبي.

وقد تعرفنا في الموضوع السابق على بعض الجوانب المضيئة من الحياة الثقافية في مصر القديمة وقد بدأنا بالكتابة ومراحل تطورها، ثم مررنا بمراكز العلم، وأخيراً تناولنا الأدب وألوانه، وفي هذا الموضوع سنكمل الجوانب الثقافية في مصر القديمة والتي كان لها الفضل في قيام حضارتها.


رابعاً - العلوم

نبغ المصريون القدماء في العلوم، وكانت رغبتهم في اكتشاف الكون وراء اهتمامهم بالعلوم والتي قامت على أساس الخبرة والتجربة.


أهم العلوم في مصر القديمة

١ - الحساب
كانت طبيعة المصري القديم واحتياجاته دافعاً لاهتمامه بالحساب فعرف المصريون القدماء أصل الحساب وقواعده، فاستخدموا الجمع والطرح والضرب والقسمة، وتوصلوا إلى معرفة الكسور العادية، وعرفوا علم المساحة وقدروها بالذراع، وكانت دوافع اهتمامه بالحساب من أجل :

  • قياس فيضان النيل.
  • تقدير الضرائب والمعاملات التجارية.
  • حساب مواسم الزراعة وتسجيل رواتب الموظفين والجنود.


٢ - الهندسة
وصلت معرفة المصريين بالعلوم الهندسية إلى ذروتها في عصر بناة الأهرام، ولولا معرفة القواعد والنظريات الهندسية؛ لما استطاعوا تنفيذ المشروعات العامة الكبرى مثل بناء المقابر والمعابد والصوامع وحفر الترع وتخطيط المدن.


الأعمال الكبرى للمهندسين المصريين القدماء
  • الوزير «إيمحوتب» مهندس هرم زوسر المدرج.
  • الوزير «إيونو» مهندس الهرم الأكبر.
  • «سننموت» مهندس معبد الدير.
  • «إنيینی» مهندس مقبرة الملك تحتمس الأول في وادي الملوك.


٣ - الفلك
كان للدين واقترانه بحياة المصريين القدماء أكبر الأثر في تطور الفلك، وكان كهنة هليوبوليس أول من اهتموا بدراسته، وتوصلوا إلى معرفة الكثير من مواقع النجوم والكواكب وعرفوا التقويم الشمسي.


٤ - الطب والتحنيط 
عرف المصريون الطب ومارسوه ووضعوا شروطاً للملتحقين لتدريسه، وكانت هناك مستشفيات خاصة لعلاج المرضى وصرف الأدوية، وعرفوا التخصص في الطب فكان هناك أطباء للجراحة برعوا فيها والأسنان والعيون والنساء ومن أشهر الأطباء "إيمحوتب" ، "إمنحوتب بن حابو".

يعد التحنيط من أبرز العلامات على طريق الحضارة المصرية القديمة، ودليلاً على تقدم الطب والتشریح، واعتقد الفراعنة أنه ينبغي تحنيط الميت لحماية جثته من التحلل کی تتمكن الروح من العثور على الجسد؛ لتتم عملية البعث.


٥ - الكيمياء 
ساهم المصريون القدماء في تقدم الكيمياء ونبغوا في الصناعات الكيميائية المختلفة، ومن أهم استخدامات الكيمياء في مصر القديمة :

  • صناعة الزجاج والبرونز وکیمیاء المعادن.
  • صناعة الأصباغ والألوان وأدوات التجميل والعطور.
  • إعداد المواد التي تدخل في عملية التحنيط.
  • صناعة العقاقير والأدوية.


خامساً - العمارة

تعبر العمارة عن ثقافة الأمة وعن إمكانياتها الاقتصادية والبشرية، وتتميز بالبساطة والضخامة، والعظمة وكان للعقيدة الدينية عند المصري القديم تأثيرها الكبير فإيمانه بالحياة بعد الموت جعله يشيد مساكنه من الطين والطوب اللبن باعتبارها مؤقتة، بينما استخدم الحجر في بناء المعابد باعتبارها بيوت المعبودات والمقابر على أنها بيوت للموتی حتی البعث.


أنواع العمارة

١ - المدن
تنقسم المدينة إلى أحياء سكنية على أساس طبقي فهناك أحياء فقيرة ومتوسطة وثالثة فخمة لكبار رجال الدولة، وبيوت الفقراء متلاصقة، وشوارعها ضيقة أما أحياء الطبقة العالية فهي واسعة تحيط بها مساحات خضراء وحدائق.

كما توجد بالمدينة المراكز الإدارية والدينية من قصر الحاكم والمعابد والمنشآت العامة.

والمدينة تخطط على شكل دائرة يحيط بها سور من الطوب اللبن، وبها الحصون والقلاع الحربية التي تحميها، ومن أشهر المدن مدينة تل العمارنة ومنف وطيبة.


٢ - المقابر
تطورت مقابر المصريين القدماء عبر الزمن حيث :

كانت في البداية حفرة في الرمال توضع فيها جثة الميت.
ثم تطورت إلى مصاطب مكونة من غرفة أو أكثر للدفن من الطوب اللبن فوقها مصطبة.
ثم إلى الهرم المدرج وهو مجموعة من المصاطب كل منها أصغر حجماً مما تحتها، وبها غرف وممرات كثيرة وتضم أدوات وأثاث الملك مثل الهرم المدرج للملك زوسر.
ثم تطورت المقابر إلى أن أصبحت الأهرام الكاملة وهي أضخم مقابر بناها المصريون القدماء للملوك، وأشهرها أهرامات الجيزة الثلاثة غرب النيل، وأكبرها هرم الملك خوفو.
كما أخذت المقابر شكلاً آخر في مصر القديمة مثل المقابر المنحوتة في الصخر والتي تتمثل في مقابر عصر الدولة الحديثة في وادي الملوك غرب الأقصر. 


أسباب اهتمام المصريين بمقابر الملوك وتحصينها :
  • الحفاظ على جثة الملك بعد الموت شرط لبعث الشعب في الحياة الأخرى.
  • لأن الملك في نظر الشعب مقدس.
  • لتأمينها من اللصوص حيث وجود الحلی والذهب والأشياء الثمينة إلى جانب جثث الملوك يلزمها مقابر حصينة.


أرقام حول الهرم الأكبر
بنى الهرم على مساحة ١٣ فداناً، وكان ارتفاعه الأصلي ١٤٦ متراً تقريباً، وأصبح ارتفاعه بسبب عوامل التعرية ۱۳۸ متراً تقريباً واستغرق بناؤه عشرون عاماً وعمل في بنائه مائة ألف عامل تقريباً.

من خلال تلك الأرقام أثيرت آراء حول بناء الهرم الأكبر تعالوا نتعرف هذه الآراء :

الرأي الأول : أن الملك كان إلاهاً معبوداً من الشعب فكان عمل الناس في بناء الأهرام قربي للإله الملك ورحمة لهم تنفعهم في الحياة الأخرى.

الرأي الثاني : أن بناء الهرم کان لمساعدة المتعطلين عن العمل في شهور الفيضان عندما تصبح الحقول مغطاة بالمياه فكان تشييد الأهرام عملاً إنسانياً لأنه يضمن لهم الطعام والشراب.

الرأي الثالث : أن بناء الهرم الأكبر عمل من أعمال السخرة وأن الحكام كانوا يستنزفون دماء الشعب في سبيل أشياء لا يستفيد منها الناس بل كانت الفائدة تعود على الحاكم نفسه ليتباهى بها.


٣ - المعابد
شيد المصريون القدماء نوعين من المعابد؛ المعابد الجنائزية ومعابد الآلهة.

المعابد الجنائزية : هي خاصة بالكهنة، وأهل الفرعون، وكان هذا النوع من المعابد يقام فيه طقوس الجنازة على الفرعون، وتقام به الشعائر والأناشيد الدينية والصلوات، وحيث یکتب على هذا النوع من المعابد تواريخ أسرة الفرعون وأصله ونشأته ولم تكن تهتم بإنجازاته، ومن أشهرها : 
  • معبد منتوحتب الثاني.
  • معبد حتشبسوت بالدير البحري.
  • معبد الرامسيوم الذي بناه رمسيس الثاني غرب الأقصر.

معابد الآلهة : كانت تبنى بأمر من الملك، وتقام فيها الطقوس اليومية للمعبود، والذي يقوم بها الكاهن العظیم نیابة عن الملك، وكان يشترك عدد كبير من الناس في بناء معابد الآلهة وعادة يكرم المهندس المشرف على بناء هذا النوع من المعابد، ومن أشهرها : 
  • معابد الكرنك
  • معبد الأقصر
  • معبد إدفو
  • معبد أبی سمبل
  • معبد هیبس


سادساً - الفنون

تأثر الفن المصري القديم بمقومات البيئة المصرية، والعقل المصري المرهف الحس وتطور الأحداث السياسية والاجتماعية، كما فرضت عليه العقائد الدينية قيوداً التزم بها طوال العصور الفرعونية. 
ومن أمثلة الفن المصري القديم ما يلي:


١ - النحت

كان نحت التماثيل من الطين والعظام والعاج في عصور ما قبل التاريخ.
ومع عصر الأسرات ازدهرت صناعة التماثيل من النحاس ومع أواخر العصر العتيق برع الفنان المصري في نحت التماثيل الحجرية، ومن أشهر تماثيل الدولة القديمة تمثال الملك خفرع وتمثال أبي الهول ومن تماثيل الدولة الحديثة تمثال الملك تحتمس الثالث.


٢ - الرسم والنقش 

ظهر الرسم في عصر الدولة القديمة وبلغ الذروة في عهد الدولة الحديثة، وكانت طيبة مقر الحكم ومركز الإبداع الفني؛ فقد ازدحمت بالعمال المهرة والفنانين في الجانب الغربي منها.
وكان يتم الرسم والنقش على جدران المعابد أو المقابر، ومن أعظم مظاهر الرسم ما وجد في مقبرة الملك توت عنخ آمون والتي تم اكتشافها عام ١٩٢٢م.


٣ - الرسوم الهزلية (فن الكاريكاتير)

سبقت مصر الحضارات البشرية في معرفة فن الكاريكاتير وظهرت هذه الرسوم الهزلية في عصر الدولة الحديثة، وكان هدفها التعبير عن الوضع الاجتماعي والسياسي للدولة بجانب التسلية واللهو مثل رسم هزلي يمثل قطاً يقود مجموعة من الأوز.



google-playkhamsatmostaqltradent